عندما كنت أُقَـلّـبْ أوراق أبي القديمة رأيت بعض الرسائل القديمة التي تحمل بين سطورها عبق الماضي لا سيما و أنَّ الرسائل كانت تحل محل الهاتف في عالم اليوم الذي تجتاحه التقنية المتجددة و من بين تلك الرسائل وجدتُ رِسالة للوالد أحمد بن خليفة السويدي عندما كان في دولة قطر الشقيقة و هذه الرسالة تحمل تاريخ 6 ذي الحجة 1376 هجرية الموافق لـ 5 يوليو1957 م .
أي أنَّ الرسالة مضى عليها أكثر من 50 سنة .
و لطالما أُعْجبت بشخصية هذا الرجل الذي لا مثيل له كما أثار إعجاب شعب الإمارات حيثُ توافرت فيه صفاتٍ جميلة قلما تتوافر مجتمعة في شخصٍ واحد فقد وجدت فيه الدين الصادق و التقى و العفاف و النزاهة و التواضع و رجاحة العقل و التروي و الحكمة و النظرة الثاقبة أضف إلى ذلك أنَّه شاعر و محب للشعر و أديب و لا يخلو مجلسه من طلبة العلم و أساتذة الجامعات فعندما اختاره الشيخ زايد رحمة الله عليه مستشاراً له كان ذلك ينم عن حكمة الشيخ زايد و نظرته الثاقبة و حسن اختياره لأصدقائه .
و كما أنّي أجدْ في تقديري و تواصلي معه صلةً للرحم فأبوه خليفة بن أحمد يكون ابن عمة جدي محمد بن أحمد و زوج أخت جدي كما أنَّ أحمد ( بو محمد ) متزوّج من بنت عم أبي .
عموماً تجنباً للإطالة إليكم بصورة من الرسالة .
و بعد مرور 52 سنة و عندما زار أحمد بن خليفة السويدي أبي سيف بن محمد العتيبة و بينما كنت جالسا أسمع و أستمتع بأحاديثهما تذكرت رسالته القديم التي لا تزال بحوزة أبي العزيز , ففتحت الموضوع و قام أبي بإطلاع أخيه أحمد على نفس الرسالة و بينما هو كذلك كنت أقول له بأنَّ الرسالة متهالكة و ربما تنقطع بتناولها . فلما رآها و رأى رسائل أخرى قديمة أبدى اندهاشة , و فيما يلي صورة له و هو ينظر إلى رسالته التي وقّعها قبل نصف قرن .
الصور في 28-3-2009 م
و يبدو بالصورة عتيبة بن محمد و بطي بن محمد
و يظهر بالصورة نسيبي علي بن سيف الوعيل السويدي
|