تاريخ

شجرة العائلة | علاقة أحمد بن خلف مع الشيخ شخبوط بن سلطان | الوثيقة رقم 1 | الوثيقة رقم 2 | الوثيقة رقم 3 | الوثيقة رقم 4 | الوثيقة رقم 5 | الوثيقة رقم 6 | الوثيقة رقم 7 | سلالة أحمد بن خلف 1 | سلالة أحمد بن خلف 2 | شجرة آل ثاني | سلالة أحمد بن خلف 3 | شجرة بن حبتور | سلالة أحمد بن خلف 4 | سلالة أحمد بن خلف 5 | شجرة الظواهر | سلالة ميرة بنت خلف العتيبة | شجرة بن مجرن | شجرة البسطي | سلالة راشد بن خلف العتيبة | شجرة بن حريز | شجرة أبناء الخالة | شجرة عبيد بن ثاني الفلاسي | عتيبة بن عبد الله | أحمد بن خليفة السويدي | مسجد الشندغة | مدرسة العتيبة | شجرة آل حامد | حمدان بن زايد  |

يعود إنشاؤها الى 1889 بالتزامن مع “الأ حمدية” في دبي

تنسب المدرسة إلى الوجيه المرحوم خلف بن عبدالله بن عتيبة أحد أساطين تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج، الذي عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والذي يروى بأنه ولد في السنوات الأولى لحكم الشيخ خليفة بن شخبوط (1833-1844) أي في نحو 1835 ميلادية، وتوفي في عام 1926 ميلادية في زمن الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان (1922-1927) وعمره قد ناهز التسعين. وقد خلفه من بعده أولاده في رعاية المدرسة وخاصة ولده الوجيه المرحوم أحمد بن خلف العتيبة أحد عمالقة تجارة وصناعة اللؤلؤ في الخليج والذي توفي في منتصف عام 1953 ميلادية بعد أن تجاوز التسعين من عمره، وإليه نسب المتأخرون من أبناء أبوظبي المدرسة بقولهم مدرسة “ابن خلف” والذي يقصد به أحمد بن خلف حيث كان يرعى المدرسة بعد وفاة والده، وعرفت هذه المدرسة أيضا باسم “مدرسة ابن خلف”، كما أطلق عليها البعض الآخر اسم “مدرسة ابن عتيبة” أو مدرسة “العتيبة” ولعل الاسم الثاني “ابن عتيبة” هو الأقرب للصواب وذلك في زمن الأب خلف بن عتيبة.

يتزامن تاريخ إنشاء المدرسة مع المدرسة الأحمدية في دبي، وذلك في بدايات القرن الرابع عشر الهجري الذي يوافق العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي (1307 هجرية 1889 ميلادية) وذلك مع وصول الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل مبارك وعمه الشيخ راشد بن عبداللطيف بن مبارك وبعض المشايخ من أسرته وتلاميذهم من دبي بدعوة من الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي (1855-1909)، وفور وصولهم إلى أرض أبوظبي عرض عليهم الشيخ خلف بن عتيبة رغبته في فتح وتأسيس مدرسة في أبوظبي وطلب الإشراف عليها والتدريس فيها كالتي في الهند، والمدرسة التي افتتحت في دبي بمساعدة ومساهمة من شيوخ آل مبارك الموجودين هناك، فقبل مشايخ آل مبارك الأمر وطابت لهم الإقامة في أبوظبي وشرعوا في تأسيس المدرسة بعد ثلاثة أشهر من وصولهم إلى أبوظبي بعد زيارتهم مدينة العين والبريمي.

كانت المدرسة تقع في منطقة تعرف بمنطقة “الظهر”، حيث أسسها خلف العتيبة في أرض كان قد اشتراها وكانت في الأصل مزرعة للنخيل، فأمر بتنظيفها، وبناء خيمة كبيرة فبنيت من سعف النخل والقياش التي تعرف ب”اليواني” أو “الخياش” وهي الأكياس التي يجلب بها الرز والحبوب، فبنيت المدرسة بين نخيل المزرعة. وأمر بتسوير الأرض بالسعف، وبازدياد عدد الطلاب زاد عدد الفصول فبنيت خيام ثلاث أخرى فأصبح عدد الخيام أربعاً كانت هي الفصول الأربعة التي بقيت على تلك الحال طيلة فترة بقاء المدرسة واستقبالها للطلاب، وقيل إن عدد الخيام كان ثلاثاً.

كان التعليم في المدرسة مجانياً، وكان الوجيه خلف بن عتيبة يتكفل بجميع نفقات المدرسة والمدرسين والطلاب، وقد قام بعد فترة من تأسيس المدرسة بوقف عدد من الدكاكين التي يملكها في سوق أبوظبي وجعل ريعها يصب في جهات الصرف على المدرسة وشؤونها من رواتب المعلمين ومكافآت تشجيعية للطلاب، وتضاعف للمتفوقين والمتميزين منهم، بالإضافة إلى صرف كسوتين للطلاب واحدة في الشتاء والأخرى في الصيف.

ذكر البعض بأن تاريخ إنشاء المدرسة يعود لعام 1891 هجرية بعد عامين من وصول الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن مبارك آل مبارك إلى دبي، حيث دعاه خلف بن عتيبة لزيارة أبوظبي وتأسيس مدرسة فيها. وقد باشر بإنشاء المدرسة فور قبول الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل مبارك بقيامه في التدريس في إمارة أبوظبي إن توافرت الظروف المناسبة وأُنشئت مدرسة للتعليم. فقام خلف بن عتيبة ببناء هذه المدرسة من فصول عدة وعند اكتمالها وجه دعوته للشيخ إبراهيم آل مبارك الذي حضر وبصحبته عدد من أفراد عائلته وتلاميذه للتدريس في هذه المدرسة أمثال الشيخ راشد بن عبداللطيف بن مبارك آل مبارك، وكان الشيخ محمد الكندي اليماني يدير المدرسة ويُدرس فيها قبل وصول شيوخ آل مبارك بسنتين.

وذكرت الكثير من المصادر التاريخية بأن تاريخ تأسيس هذه المدرسة يعود لتاريخ تأسيس مدرستي الأحمدية في دبي والتيمية في الشارقة وهو العام 1912 ميلادية وإن أول مدرس فيها كان الشيخ محمد الكندي والذي كان يشغل وظيفة القاضي في إمارة أبوظبي، فإن كان يقصد المدرسة الفلاح التي هي أساس الأحمدية والتي ساهم في تأسيسها شيوخ آل مبارك فقد أصاب، وذكر مصدر آخر بأنها تنسب إلى مُنشئها تاجر اللؤلؤ الغني المستثمر (خلف بن مبارك) وهو من الذين اشتهروا علماء في المذهب المالكي في الأحساء. ويؤكد قوله بنقله من مصدر آخر والذي ذكر بأن تاريخها يعود لعام 1903 ميلادية، ونجد أن كاتب هذا المصدر قد خلط بين الاسم الأول للمؤسس وهو خلف بن عتيبة، والاسم العائلي لشركائه في التأسيس وهم شيوخ آل مبارك وهم كما ذكر ممن اشتهروا علماء في المذهب المالكي في الأحساء.

ويشير مصدر آخر إلى هذه المدرسة بقوله: “كانت مدرسة “بن خلف” وبعضهم أطلق عليها مدرسة “ابن عتيبة” نسبة إلى مؤسسها التاجر المعروف خلف بن عتيبة، وقد اختلفت المصادر والروايات أيضا حول تاريخ نشأتها، ما بين عام 1911 م إلى عام 1930 م”.

وذكر أحد المصادر: “كان من أوائل المدارس في أبوظبي تلك المدرسة التي افتتحها التاجر خلف بن عتيبة وكانت تسمى مدرسة “ابن خلف” وتزامن افتتاحها مع افتتاح المدرسة الأحمدية بدبي والمدرسة التيمية بالشارقة عام 1912 م وقد تلقى طلبتها الدروس الدينية على يد الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم أحد أفراد عائلة آل مبارك وهو من علماء الأحساء بالمملكة العربية السعودية واستمرت حتى عام 1926”.

وللوقوف على تاريخ تأسيس المدرسة فإنه يجب علينا معرفة تاريخ المؤسس والمدرس لأن المدرسة قامت على هذين الشخصين، فمن المعروف بأن التاجر الوجيه خلف بن عتيبة توفي في عام 1926 ميلادية، حسب ما يؤكده العارفون بتاريخ الوفيات ومصادر الأسرة، وبهذا يكون تاريخ التأسيس قبل هذا القرن أو في بداياته بالقياس على فترة حياة المؤسس.

ولمعرفة تاريخ وصول الشيخ محمد الكندي اليماني إلى المنطقة سألنا الشيخ مجرن بن محمد الكندي بن أحمد بن سلطان بن مجرن المري قاضي أبوظبي الكبير الذي قال ان والده المرحوم القاضي الشيخ محمد الكندي بن أحمد سماه جدي أي والده أحمد بن سلطان بن مجرن المري بهذا الاسم المركب “محمد الكندي” تيمنا بهذا الشيخ الجليل والفاضل، فيكون تاريخ وصول الشيخ قبل تاريخ ولادة والدي بسنين، حيث تتلمذ جدي أحمد بن سلطان على يدي الشيخ محمد الكندي اليماني، وبهذه المعلومات وبمعرفتنا لسن الشيخ مجرن بن محمد الكندي الذي تعدى التسعين من عمره، نزيد عليها عشرين سنة على أقل تقدير وهو افتراض عمر والده عند زواجه وفترة دراسة الجد على يد الشيخ الكندي فيكون مجموع الفترة الزمنية منذ حضوره حتى عصرنا الحاضر مائة وعشر سنوات وهي تقريبا السنوات التي مضت على تاريخ قدوم الشيخ محمد الكندي اليماني، فيكون تاريخ قدومه إلى أبوظبي في نحو عام 1307 للهجرة المصادف لعام 1889 الميلادي.

وأضاف ان والده الشيخ محمد الكندي بن أحمد بن سلطان بن مجرن المرر ولد في عام 1308 هجرية الموافق لعام 1890 ميلادية، وتعلم قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه على يد جده الشيخ سلطان بن مجرن، ومن ثم تعلم أصول الفقه وفروعه والعقيدة على يد الشيخ محمد الكندي اليماني أثناء شرحه لها في حلقاته الدينية التي تعقد بين العشاءين كل يوم في مسجد أبوظبي الكبير، والذي كان خلف حصن حاكم أبوظبي ويعرف بمسجد العتيبات والذي بناه المرحوم الفاضل خلف بن عتيبة، وكذلك من خلال انتظامه في مدرسة العتيبة التي كان يدرس فيها الشيخ اليماني والشيخ عبداللطيف بن الشيخ إبراهيم الكبير آل مبارك، والشيخ محمد بن علي بوذينة أحد أجل وأعلم أهل زمانه، وهو من أهل تونس ودرس في مكة المكرمة على يد عدد من شيوخها وحلت به رحاله في أبوظبي، ومسك القضاء في أبوظبي بعد عودة الشيخ الكندي اليماني إلى دبي وقيامه بالتدريس في المدرسة السعيدية الأولى ومدرسة الأحمدية، وذلك بعد خلافه في عام 1910 ميلادية مع حاكم أبوظبي الشيخ طحنون بن زايد (1909-1912) بسبب عدم تنفيذه لحكم أصدره في حق أحد أعيان أبوظبي. وقد تتلمذ الشيخ محمد الكندي بن أحمد بن سلطان على يدي هذا الشيخ الجليل بالإضافة لتعلمه على يدي المرحوم والده الذي ورث عن جده العلم والمعرفة، ومن ثم قام بالتدريس في هذه المدرسة وهو ابن السابعة عشرة من عمره وإنه أي الشيخ مجرن - كان أحد تلاميذه وكان معه من الطلاب عبدالله بن غنوم الهاملي وسلطان بن يوسف اليوسف وسيف بن جابر وحامد بن بطي بن حامد القبيسي وغيرهم الكثير من أبناء أبوظبي. وقد قَدمَ في العام نفسه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم الكبير آل مبارك من دبي للتدريس في هذه المدرسة.

وقد ذكرت بعض المراجع بأن تاريخ وصول الشيخ عبداللطيف آل مبارك هو في العام 1903 وإنه ظل في التدريس إلى عام 1926 ميلادية، ولعل تاريخ قدوم الشيخ عبداللطيف آل مبارك إلى هذه المدرسة كما ذكره هذا المصدر وهو عام 1903 ميلادية، ما اعتبره البعض من الباحثين بأنه تاريخ تأسيس المدرسة وتناقلوه عن هذا المصدر، والأصح في تاريخ وصوله وشيوخ آل مبارك هو عام 1307 هجرية الموافق لعام 1889 ميلادية.

رأي المحمود

ونقل عن الفاضل الشيخ محمد بن علي المحمود رحمه الله قوله: “إن بداية التعليم في أبوظبي كانت بين الأعوام 1330 هجرية (1911 ميلادية) و1345 هجرية (1926 ميلادية). وقد أنشئت مدرسة دينية بمساعدة الوجيه الشيخ خلف بن عتيبة (رحمه الله) وفيها تعلم الطلاب مجانا. وكان يشرف عليها عالم ذكي الفؤاد والقلب، من المشايخ الأفاضل آل مبارك”. والمصدر الذي ذكر بأن افتتاح مدرسة بن خلف تزامن مع افتتاح مدرسة الأحمدية في دبي فيه الكثير من الصواب والدقة، حيث كان افتتاح مدرسة الأحمدية في دبي في نحو عام 1889 ميلادية بوصول مشايخ آل مبارك من الأحساء والذين ذهب منهم الشيخ إبراهيم الكبير إلى أبوظبي بدعوة من خلف بن عتيبة الذي التقى به في دبي، وفاتحه بأمر افتتاح مدرسة كمدرسة الأحمدية في أبوظبي. ووافق الشيخ إبراهيم آل مبارك على الأمر. فشرع خلف بن عتيبة في بناء المدرسة التي عرفت باسمه وتم افتتاحها بعد ذلك واستقبلت الطلاب.

بدأت المدرسة بمدرسين هما الشيخ محمد الكندي اليماني والشيخ عبدالطيف بن الشيخ إبراهيم الكبير آل مبارك، واللذان كان على عاتقهما تأسيس المدرسة ووضع منهج تعليمي لها، ودعوة الآباء لحث أولادهم على حضور دروس هذه المدرسة وقد تجاوب الآباء لذلك لشعورهم وإحساسهم بحاجة أبنائهم للتعليم ولوجود التشجيع والدعم والمكافآت من المدرسة.

بلغ عدد الطلاب الذين انتظموا في الدراسة في هذه المدرسة حتى نالوا الحظ الأوفر من التعليم 25 الى 30 طالبا، ولم يزيدوا على ذلك قط في وقت من الأوقات، حيث إن الكثير من الطلاب الذين كانوا يلتحقون في صفوف التدريس في هذه المدرسة أو حلقات العلم التي كانت تقام في المساجد لا ينتظمون في الدراسة بسبب ظروف الحياة، حيث يضطر الكثير منهم إلى ترك الدراسة والالتحاق في رحلات الغوص أو التجار بحثا عن الرزق ليعيل نفسه وعائلته بسبب ظروف الحياة الصعبة والقاسية التي كان يعيشها أغلب أبناء المنطقة.

 
   

 زوار اليوم:

141

 العدد الكلي:

986911

الرئيسية ::الشعر ::المقالات ::المؤلفات ::أفكار ::سجل الزوار ::صور ::مواقع ::استطلاع ::إحصاءات ::فيديو ::راسلني

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشاعر محمد بن سيف العتيبة 2024 الموقع الفرعي