الغاف

 

الغاف

الغاف جمع غافة و هو من الأشجار التي تتصف بدوام الخضرة على مدار العام و يتواجد الغاف في كل الجزيرة العربيَّة و تتصف الغافة بأنها من أشجار الظليل أي التي يُستطل بها عن الشمس و قد يصل طولها إلى 10 أمتار و تمتد عروقها في عمق الأرض و لها عروقٌ أخرى تمشي بشكل أفقي تحت سطح التراب و على الرغم من أنَّ الغافة من الأشجار الشوكيَّة إلاّ أنَّ الجمال تستلذ بأكل أوراقها لذا عادةً ما تلحظ على الغاف إذا ما نظرتَ إليه بشكل أفقي أنَّه مستوي الأغصان و الأوراق عند الأسفل و ذالك بسبب أنَّ الناقة عندما تبدأ بالأكل من الغافة فهي تأكل حتى أعلى ما يمكنها الوصول إليه و هو مساوي لقامتها + مد رقبتها .

كما أنَّ العرب كانوا يجمعون ورق الغاف و يمكّونه ( يسحقونه ) و يسمّى بعد هذا بـ المكيكة و يأكلونها مع الأكل و هي بمثابة السلطة في عالمنا اليوم .

كما يُسـتَـفاد من خشب الغاف في الوراية أي لإشعال النار بهدف الطبخ في البر أو التَّـدَفّي و السَـمَـر عليه شتاءً فهو يعتبر من أفضل خشب الوراية لطول اشتعالة و رائحته المقبولة و قلَّة دخانه و ربما عاد طول اشتعالة لقوَّة صلابته , كما يَحتفظ خشب الغاف بالرطوبة داخله بعد قطعة لمدَّةٍ طويلة قد تصل إلى عدَّة أشهر . و يتصف كذلك بتشقق لحاء الجذع .

كما تحتضن الغافة عشَّ حمام الراعبي و طيور أخرى بسبب ارتفاعها عن الأرض و قوَّة أغصانها مقارنةً مع الأشجار الأخرى في ثباتها النسبي أمام الرياح فكلما تمايلت الأغصان كان ذلك أدعى إلى سقوط العش .

و فيما يلي صورة إلتقطها بو بِـطي لمجموعةٍ من أشجار الغاف في منطقة الحمرانيَّة برأس الخيمة بعد موسم الأمطار من سنة 1999 م .

 

و فيما يلي صورةٌ أخرى إلتقطها بو بطي للغافة التي أمام بيت أبيه في جميرا و الصورة لجذعها و يبدو تشقق اللحاء بشكل واضح .

 

و أستطيع أنْ أُجمل مزايا الغاف فيما يلي :

1.    تُستخدم لتثبيت التربة لكون عروقها تمتد في الأرض بعيداً .

2.    خشب وراية .

3.    تحتضن أعشاش الطيور و بذلك تسهم في نماء الحياة البريَّة في الصحراء .

4.    يُستظل بها .

5.    تؤكل أوراقها

 

كما أنَّ شعب الإمارات و حُكَّمها حفظهم الله يحبّـون الغاف بشكل ملفت للإنتباه بالنسبة للغرباء حيثُ نجد في مدينة العين مثلاً و هي واحة الإمارات أنَّ الشارع يسير مستقيماً حتى إذا اعترضت طرف الشارع غافة تجد الشارع يميل قليلاً لتفاديها فالحب الشديد لهذه الشجرة جعل ولاة الأمر يأمرون بميل الشارع قليلاً بدل اقتلاعها .

كما تجدر الإشارة إلى أنَّ شجر الغاف أصبح من الأشجار المستهدفة في الصحراء من قبل يعض الآسيويّين الذين يعملون في المزارع حيثُ أنَّهم يقومون بالتجوّل في البر حاملين معهم عدَّة القطع كي يقطعوها و يبيعوها على أصحاب الدكاكين الذين يبيعونها على الناس و تصل الربطة التي تزن 5 كجم إلى 5 دراهم أي الكيلوجرام بدرهم , تستطيع التأكد من ذلك عندما تمر على طريق الخوانيج أو البداير أو الذيد - الفجيرة مثلاً .

و في الحقيقة لستُ متأكداً من مدى جدوى التوجهات التي أخذتها الحكومة في سبيل منع هذا العمل الشائن من قبل الآسيويين.

عودة الى القائمة

   

 زوار اليوم:

177

 العدد الكلي:

986947

الرئيسية ::الشعر ::المقالات ::المؤلفات ::أفكار ::سجل الزوار ::صور ::مواقع ::استطلاع ::إحصاءات ::فيديو ::راسلني

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشاعر محمد بن سيف العتيبة 2024 الموقع الفرعي