الراعبي
الراعبي جمع راعبية و الراعبية حمامة تعيش في بر الإمارات كما تعيش في المدينة تماماً بل أصبح عيشها في المدينة أكثر من الصحراء , و الراعبي جميل و مألوف جداً و كثير و منتشر . و يسمى في بعض الدول العربية باليمام .
الراعبية بنية اللون كلون الرمال الصحراوية كأغلب كائنات الحياة البرية و ربما كان لونها كذلك نعمةً من الله عليها للتورية , تميل عند الأجنحة للرصاصي شيئاً ما , حجمها صغير أي أصغر من الحمام العادي الذي نعرفه , منقارها أسود رقيق بقطر 3 أعواد كبريت عيناها سوداويتين , تتغذى على الحبوب و ثمار الأشجار و تبحث عن رزقها ماشيةً على رجليها على الأرض , صوتها جميل .
لم أسمع عن تربيتها في البيوت كالحمام العادي الذي يمكن تربيته و لا يستقصدها و لا يصيدها الصقارون و أرى أنَّ الراعبي من نفس فصيلة الجمري غير أنَّ الراعبي أصغر قليلاً . كما أنَّ عين الراعبية سوداء بينما عين الجمري برتغالية كما أنَّ لون ريش جناح الجمري برتغالي مطعم بالسواد بخلاف الراعبي الذي لون جناحه بني مشرب بالرصاصي ... عموماً الفرق بينهما بسيط لذلك الراعبي و الجمري أبناء عم .
و قد قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله و طيب ثراه مشيراً للراعبي :
صوتِك الموسِيقْ بالهاتِف لِفانـي **** أوْ صْوَيْت الرّاعبي في الْموُسِمِيّة ياِ ثليِِل العين لَيْ صُوتِك سِبَانـي **** ياعِويد الموز فـي بَكـسٍ غِنِيِـهّ
كما قال مانع العتيبة في إحدى قصائده الجميلة
إهناك في أرض الوطن يحلوا المجيل وين الورود امنوعات او فايعاتي او في العين أشجار لها في او ظليل وانخيلها ابلثمار يادت يانعاتي تشرب من الأفلاج ونهار تسيل والراعبي غنت عليها سايعاتي
و يقول أحد المهتمين (( كان الناس في الماضي يطلقون المسميات على الحيوانات والطيور بالاستناد إلى صفاتها، لهذا السبب على الأغلب سميت الحمامة الراعبية باسمها، فهي دوما مرعوبة خائفة، تطير بسرعة ويصعب الإمساك بها )) إلاّ أنَّ هذه المعلومة ليست دقيقة فمستوى خوف الراعبي من الإنسان و من محيطه أقل من العصافير مثلاً و أذكر أنَّ راعبية بنت عشّها على مسافر متر و نصف من أحد مداخل بيت أبي و عشها في متناول يدي لو أحببت مسكها و كناّ نمر من هذا المدخل بجانبها و هي في عشِّها تنظر إلينا و لا تفزع و لا تهرب , فـقـط كانت تبادر للهرب عندما تشعر أننا ننظر إليها بأعيننا و نتوجه إليها , فالراعبي لا يهاب الناس .
عندما تبض الراعـبـية تستمر في الرك على بيضها أي ترقد على بيضها مدة اسبوعين , ثم يفقص البيض و يخرج الصفصوف ( صغيرها ) و يستمر مدة اسبوعين كذلك في العش يقتات بما تأتي به أمه حتى يتمكن من الطيران و ترك العش و بذلك فإنَّ العملية كلها تستغرق شهراً كاملاً.
و إليكم صورة هذه الراعبية التي في بيت أبي و التي أحدثكم عنها .
لقد بنت الراعبية عشّها على بعد متر و نصف من المدخل حيث تكثر الحركة و لم تأبه بالمارة و فيما يلي صورة لبيضتين وضعتهما الراعبية .
و فيما يلي صورة لبيضة الراعبية و بو بطي ماسك بها لتوضيح مدى صغرها .
و فيما يلي الراعبية و هي راكَّة في عشها على بيضها .
و بعد اسبوعين من الرك على البيض يتم التفقيص و يخرج الصفصوف
عودة
الى القائمة
|