الفرق بين كل و جميع و كافة
من المواضيع التي رأيت فيها جدلاً كثيراً هو الفرق بين كل و جميع و كافة. و قد أحببت إلقاء الضوء على الفوارق
أولاً من ناحية الإعراب و ثانياً من ناحية المعنى
أولاً : فوارق الإعراب.
كل : حرف جر و يتأثر بما قبله ( رفعاً أو جراً أو نصباً ) و لا يُجزم.
مثل على الرفع: كُلُّ الرجالِ واقفون. (كلُّ حرف جر وهو في نفس الوقت مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ... الرجالِ اسم مجرور بكل و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ... واقفون خبر مرفوع بالواو و النون )
مثل على الجر : ذَهَبتُ إلى كُلِّ الرجال الواقفين . ( ذهبتُ عباره عن فعل ماضي ( ذهب ) و الفاعل أنا ( تُ ). إلى حرف جر . كلِّ حرف جر أيضاً مجرور بحرف الجر الذي قبله و هو ( إلى ) و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
مثل على النصب : أطَعْتُ كُلَّ الرجالِ . ( أطعتُ عبارة عنْ فعل و فاعل ( أطاع ) فعل ماضي و الفاعل أنا ( تُ ) . كُلَّ حرف جر وهو في نفس الوقت مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
جميع : اسم و يتأثر إعرابه بموقعه في الجملة ( رفعاً أو جراً أو نصباً ) و لا يُجزم.
مثل على الرفع: جميعُ الرجالِ واقفون. (جميعُ اسم مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ... الرجالِ اسم مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ... واقفون خبر مرفوع بالواو و النون )
مثل على الجر : ذَهَبتُ إلى جميعِ الرجال الواقفين . ( ذهبتُ عباره عن فعل ماضي ( ذهب ) و الفاعل أنا ( تُ ). إلى حرف جر . جميع اسم مجرور بحرف الجر الذي قبله و هو ( إلى ) و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
مثل على النصب : أطَعْتُ جميعَ الرجالِ . ( أطعتُ عبارة عنْ فعل و فاعل ( أطاع ) فعل ماضي و الفاعل أنا ( تُ ) . جميعَ اسم مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
كافة : اسم و يتأثر إعرابه بموقعه في الجملة ( رفعاً أو جراً أو نصباً ) و لا يُجزم.
مثل على الرفع: كافةُ الرجالِ واقفون. ( كافةُ اسم مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ... الرجالِ اسم مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ... واقفون خبر مرفوع بالواو و النون )
مثل على الجر : ذَهَبتُ إلى كافةِ الرجالِ الواقفين . ( ذهبتُ عباره عن فعل ماضي ( ذهب ) و الفاعل أنا ( تُ ). إلى حرف جر . كافة اسم مجرور بحرف الجر الذي قبله و هو ( إلى ) و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
مثل على النصب : أطَعْتُ كافةَ الرجالِ . ( أطعتُ عبارة عنْ فعل و فاعل ( أطاع ) فعل ماضي و الفاعل أنا ( تُ ) . كافةَ اسم مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل ... لا تأتي حالاً بينما يمكن أنْ تأتي جميع و كافة حالاً فيمكن القول:
جاءَ الرجالُ جميعاً و كذلك جاءَ الرجالُ كافةً ( و في هذه الحالة تُعربُ جميعاً و كافةً حال منصوب و علامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره )
و لا يمكن قول
جاءً الرجالُ كلاً.
و قد جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى (( ... و كلاً وَعَدَ اللهُ الحُسنى ... )) الحديد 10
الواو : حرف عطف أي ( كلاً وعد الله الحسنى ) معطوفةٌ على ما قبل الواو.
كلاً : مفعول به ( أول ) و هو مُقدَّم , و بما أنه مفعول به فهو منصوب و علامة نصبه الفتح.
وَعَدَ : فعل ماضي مبني على الفتح.
اللهُ : فاعل مرفوع بالضمة.
الحُسنى : مفعول به ( ثاني ) و هو في محل نصب.
قال الله تبارك و تعالى :
((وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) 104 الإسراء
كلمة (( لفيفاً )) تأتي بمعنى (( جميعاً )) و هي أيضاً حال منصوب
و الخلاصة :
لا توجد فوارق كبيرة في ما بين ( كل و جميع و كافة ) في الإعراب وذلك حسب الموقع من الجملة.
ثانياً : فوارق المعنى و الاستخدام.
كل : هل الأصل و هي عكس بعض أو الجزء و معناها معروف و يمكن استخدامها كالتالي:
كلُ الرجالِ واقفون
جميع : و هي بمعنى ( كل ) غير أنها تفيد بأنَّ ما يأتي بعدها كان متفرقاً و الآن هو في مكانٍ واحد. أيْ أَنَّهم جُمِعوا و لم يأتِ اجتماعهم صُدفة. لذلك سُميت الجامعة بالجامعة لأنها تجمع الطلاب من أماكن متفرّقة , و قد يأتي الجميع بإرادتهم و قناعتهم إلى مكانٍ معيَّن ( مثل الجامعة ) و قد يأتي الجميعُ قهراً كما هو الحال عندما يجمعُ اللهُ خلقَهُ يوم القيامة.
جميعُ الرجالِ واقفون
ويُقصد بها ... أنَّ الرجال كانوا في أماكن متفرقة واجتمعوا في مكانٍ واحد و هُمُ الآن واقفون ( خبر مرفوع )
قاعدة : دائماً الحال حذفه لا يخل بالمعنى. و الحال عبارة عن إضافة معلومة.
فعندما تقول (( وقفَ الرجالُ جميعاً )) فإنَّ المعنى يكون مستوفاً بقولك (( وقفَ الرجالُ )) و كلمة جميعاً عبارة عن حال منصوب و هي معلومة إضافية حذفها لا يُخلُّ بالمعنى. و لا ينطبق ما تقدَّم على كلمة (( كل )) .
(( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) البقرة 29
كافَّة : و هي بمعنى ( كل ) غير أنها تفيد ما يلي:
1) إذا كانت ( كافة ) في جملة أمر ... فهي تفيد وجوب الحرص على الكل و عدم التخلّف .
كما في قول الله جل في علاه:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )) البقرة 208
كافة : حال منصوب و علامة النصب الفتحة. و الآية عبارة عن أمر من الله عز و جل للمؤمنين بأنْ يدخلوا في السلم كلهم و لا يتخلّف منهم أحد.
2) إذا كانت ( كافة ) في جملة إخبارية ... فهي تفيد الكل مع عدم وجود استثناء
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) سبأ 28
كافة : حال منصوب و علامة النصب الفتحة و هذا الحال في مقدم على الجار و المجرور ( للناس ) . و الآية عبارة عن إخبار من الله عز و جل بأنَّه أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم لكل الناس و لم يستثنِ منهم أحد.
أي : أرسلناك يا محمد للناس كافةً بشيراً و نذيراً .
و الأصل في الحال أن يأتي متأخراً أي آخر الكلام مثل (( جاءَ خالدٌ راكضاً )) فراكضاً عبارة عن حال منصوب و لكن يجوز تقديم الحال على الفاعل كأنْ تقول (( جاءَ راكضاً خالدُ ))
و هناك موضعان يجب أنْ يَتأخَّر فيها الحال و لا يجوز تقديمه أبداً و هي :
1) الحصر: أيْ أنْ تجعل الحال محصوراً على شخص أو مجموعة أو أي شيء مثل التالي:
a. ما جاءَ خالدٌ إلاّ راكضاً.
b. إنّما جاءَ خالٌ راكضاً.
2) أنْ يكون صاحب الحال ( مجرور بالإضافة ) مثل:
يُعْجِبُني مجيءُ خالدٍ راكضاً . ( لاحظ أنَّ خالد مضاف إليه مجرور و علامته الكسرة ) فلا يمكن أن تقول
يُعجبني راكضاً مجيءُ خالدٍ .
إخواني الكرام ... كان هذا اجتهادٌ مني فإنْ أصبتُ فمن الله جل في علاه و إنْ أخطأتُ فمن نفسي و من الشيطان لذلك من أراد إضافة معلومة أصحح بها مقالي في يتردد بالاتصال بي .
محمد بن سيف العتيبة ( بو بطي ) 0554000060 الأحد 7-9-2014
المقال بصيغة PDF |