حسابات الفرص الضائعة

حسابات الفرص الضائعة

تعتبر الحسابات المتعلقة بالفرص الضائعة من حسابات قياس مدى حسن الأداء و التي تعتمد على قياس الفرق المادي و فرق المنفعة بين البديل الذي تم اختياره من بين البدائل المطروحة أو المتاحة .

·        ما الفرق بين البديل المطروح و البديل المتاح ؟

كل بديل مطروح متاح و ليس كل بديل متاح مطروح ...

البديل المطروح:       هو البديل المطروح على طاولة اجتماعات متخذي القرار و الذي تتم مناقشته و مقارنته مع البدائل الأخرى و الذي قد يقع عليه الخيار أو لا يقع.

البديل المتاح:          هو البديل المتاح على أرض الواقع و هو موجود فعلاً و لكن لم يطرح على طاولة الاجتماعات و لم تتم مناقشته و يتم ذلك إمّا عن دراية به و تعمُّد أو عن نسيان أو عن جهل .

مثل توضيحي :

شركة ( البحار البنفسجية ) مقرها " جزر القمر " لديها فائض نقدي يبلغ 650,000 درهم و اتخذ مجلس الإدارة القرار في استثمار ذلك الفائض و طُرحت البدائل التالية :

a.     افتتاح فرع في " دبي " و كانت التوقعات هي تحقيق صافي أرباح سنوية بمبلغ 60,000 درهم .

b.     شراء أسهم شركة " القبقوب الأنيق " التي كان متوسط عائدها لآخر 3 سنوات 18% و كانت التوقعات هي تحقيق صافي أرباح سنوية بمبلغ 117,000 درهم .

c.      فتح " وديعة تحت الطلب " لدى بنك " السر المكتوم " بعائد ربوي يبلغ 6% و كانت التوقعات هي تحقيق صافي أرباح سنوية بمبلغ 39,000 درهم .

بعد مناقشات زاد احتدامها وقع الاختيار على الخيار ( c ) .

في هذه الحالة تكون الفرصة الضائعة = 117,000 درهم – 39,000 درهم = 78,000 درهم .

لكن دعونا نمعن النظر إلى الأسباب المعلل بها اختيار هذا الخيار فقد تكون شركة " البحار البنفسجية " قد دخلت في تعاقدات مع جهات أخرى أدت إلى احتياجها إلى سيولة بعد 15 شهر من تاريخ اتخاذها قرار الخيار ( c ) , صحيح أنَّ الخيار ( c ) ذا مردودٍ أقل من الخيارين الأولين و لكن من إيجابياته توفير النقد في الوقت المناسب و بلا أي تأخير على عكس الخيارين الأولين اللذان يحتاجان إلى وقتٍ أطول للبيع و توفير النقد .

خلاصة ما سبق :

لا يمكن التركيز على الجانب المالي في قياس صحة القرارات و معدلات الأداء و نجاح المشروعات دون النظر للجوانب الأخرى و التي قد تكون من الأهمية بمكان . فقد تكون الجوانب الأخرى كالتالي :

1)    جانب سياسي .

2)    جانب استراتيجي .

3)    جانب عقائدي أو ديني .

4)    جانب اجتماعي . كالابتعاد عن خيارٍ معيَّن نتيجة توقع عدم قبوله اجتماعياً .

5)    جانب مالي من زاوية أخرى . كالمثل الوارد أعلاه .

6)    جانب وجاهي كتعزيز ( شركة تكسيات ) أسطولها بسيارات فخمة .

 

الخطأ الناشئ من الخلط بين حسابات الفرص الضائعة و المطالعات التمحيصية.

ما هي المطالعات التمحيصية :

المطالعات التمحيصية هي المقارنات الرأسية و الأفقية بتثبيت محور السينات أو محور الصادات و قياس الفروق تلك الفروق التي يطلق عليها ( الوهم الضائع ) . و محور السينات يمثل الزمن و محور الصادات يمثل المكان أو البضاعة.

ما هو الوهم الضائع ؟

الوهم الضائع هو ذلك الدخل الذي تفترض أنَّه كان من الممكن تحصيله بينما لم يكن من الممكن تحصيله فعلياً و لم يكن من الممكن أفضل مما كان بناءً على ثبات العوامل المؤثرة الأخرى .

مثل توضيحي :

بناية بها 7 شقق سكنية مؤجّرة و على افتراض أنها بنفس الحجم , بمراجعة سجلات التأجير لآخر 3 سنوات تبين تأجير الشقق على النحو التالي :

المبالغ بالألف درهم

رقم الشقة

1

2

3

4

5

6

7

المجموع

سنة 2008

45

42

46

35

51

49

50

318

سنة 2009

46

41

46

38

50

46

49

316

سنة 2010

48

40

46

38

46

45

37

300

 

أولاً : المقارنة الأفقية .

أي مقارنة الدخل من تأجير الشقق مع بعضها البعض و تثبيت الزمن . تجد النتيجة كالتالي :

رقم الشقة

1

2

3

4

5

6

7

المجموع

سنة 2010

48

40

46

38

46

45

37

300

الوهم الضائع

0

8

2

10

2

3

11

36

الوهم الضائع هنا عبارة عن أعلى قيمة إيجارية ناقص القيمة الإيجارية لكل شقة على حدة.

 

ثانياً : المقارنة الرأسية .

أي مقارنة الدخل من تأجير الشقق مع بعضها البعض و تثبيت المكان . تجد النتيجة كالتالي :

رقم الشقة

1

 

2

 

3

 

4

 

5

 

6

 

7

 

المجموع

سنة 2008

45

3

42

0

46

0

35

3

51

0

49

0

50

0

318

سنة 2009

46

2

41

1

46

0

38

0

50

1

46

3

49

1

316

سنة 2010

48

0

40

2

46

0

38

0

46

5

45

4

37

13

300

مجموع الوهم الضائع

 

5

 

3

 

0

 

3

 

6

 

7

 

14

38

الوهم الضائع هنا عبارة عن أعلى قيمة إيجارية للشقة الواحدة ناقص القيمة الإيجارية لنفس الشقة لكل سنة على حدة .

لاحظ ما يلي :

1)      الأرقام الواردة بالجداول هي أرقام من الممكن الحصول عليها ولكن قد تأخذ المقارنات الأفقية أبعاداً أبعد مما هو متاح من المعلومات , فمن الصعب الممكن الحصول على معلومات عن تأجير المثل لدى الغير و بالتالي عمل مقارنات أفقية بأبعاد أبعد .

2)      للحصول على درجة أكبر من الموثوقية بصحة النتائج لا بد من ثبات العوامل الأخرى المؤثرة كأنْ تفترض تساوي قوة الحملات الإعلانية بين السنين .

3)      الأموال التي تبدو أنّها ضائعة – باللون الأحمر – ما هي إلاّ وهم . فلم يكن من الممكن أفضل مما كان.

القراءات التي تستقى من النتائج الظاهرة بالجداول أعلاه :

1)    تعتبر الأرقام الظاهرة باللون الأحمر وهماً ضائعاً في حال افتراض إخلاص النية في التأجير كأن يقوم المالك بتولي عملية التأجير بنفسه .

2)    تعتبر الأرقام الظاهرة باللون الأحمر أرقاماً طبيعية في حال أنها كانت نسبتها طفيفة من المطروح منه و تذبذبها لطيفاً و لا تعبِّر عن شيء .

3)    تعتبر الأرقام الظاهرة باللون الأحمر أرقاماً غير طبيعية في حال أنها كانت ذات نسبة كبيرة من المطروح منه و تذبذبها عنيفاً وتعتبر مؤشراً على وجود فساد و تواطؤ و لا ترقى إلى درجة الدليل و يمكن اعتبارها قرينة ذات حجيَّة مقبولة في الاستجواب و ليس الإدانة . مما يستوجب معه توسيع نطاق البحث عن سبب الخلل .

 

أخوكم / بو بطي      الجمعة 10/12/2010 م

 

إذا أحببت تنزيل المقال بصيغة بي دي أف فاضغط على

تعليقات زوار الموقع على المقالة
   

 زوار اليوم:

190

 العدد الكلي:

986960

الرئيسية ::الشعر ::المقالات ::المؤلفات ::أفكار ::سجل الزوار ::صور ::مواقع ::استطلاع ::إحصاءات ::فيديو ::راسلني

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشاعر محمد بن سيف العتيبة 2024 الموقع الفرعي