الفرق بين العين و الحسد

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أفضل الصلاة و أتم التسليم.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الموضوع : الفرق بين العين و الحسد

و أسعد الله أيامكم بكل خير

لما تبيّن لي ضعف التفريق عند عامة الناس بين العين و الحسد ارتأيت القاء بعض الضوء على هذه الفروق وقبل هذا أريد تعريف المصطلحين

تعريف العين : الإضرار  بشيءٍ ما أثار العجب أو بمالِكِهِ ... بعد رؤيته.

تعريف الحسد : تمني زوال النعمة عن الغير أو حجبها عن الغير.

و أحببت طرحها بشكل موضوعي و هو كالتالي:

الأحاديث الواردة في العين و الحسد, عن رسول الله صلى الله عليه و سلم:

أولاً العين:

من صحيح البخاري:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « الْعَيْنُ حَقٌّ » . وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ .

من صحيح مسلم:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِىَ مِنَ الْعَيْنِ.

من صحيح مسلم:

عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ».

من صحيح مسلم:

رَخَّصَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ « مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِى أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ ». قَالَتْ لاَ وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ. قَالَ « ارْقِيهِمْ ». قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ « ارْقِيهِمْ ». (( ضارعة أي نحيفة ))

من سنن أبي داوود:

عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ ».

من سنن أبي داوود:

كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ : « أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ ». ثُمَّ يَقُولُ : « كَانَ أَبُوكُمْ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ».

من سنن ابن ماجة:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ».

من مسند أحمد:

... أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَرَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ - وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ - فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخْبَأَةٍ . فَلُبِطَ بِسَهْلٍ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ لَهُ يا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ. قَالَ « هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ ». قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامِراً فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ « عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلاَّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ». ثُمَّ قَالَ لَهُ « اغْتَسِلْ لَهُ ». فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ يُكْفِئُ الْقَدَحَ ورَاءَهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

المُخبَّأة : المكنونة التي لا تراها العين. لبط : صُرعَ  و وقع على الأرض.

من مسند أحمد:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولِغُ الرَّجُلَ بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى يَصْعَدَ حَالِقاً ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ ».

لتولغ : أي لتجعل أو لتغري الرجل. الحالق : أي الجبل العالي , معنى الحديث أنَّ العين تجعل الرجل يصعد الجبل ثم يسقط منه.

ثانياً الحسد :

من سنن أبي داوود:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ». أَوْ قَالَ « الْعُشْبَ ».

من سنن الترمذي :

أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ »

من سنن النسائي:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالْحَسَدُ ».

من سنن ابن ماجة:

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَالصَّلاَةُ نُورُ الْمُؤْمِنِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ ».

من مسند أحمد:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَ الْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لاَ حَالِقَةُ الشَّعْرِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ».

الأحاديث التي لم تثبت صحتها عن الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا الشأن:

((جُلُّ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ قَضَاءِ الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَكِتَابِهِ ، وَقَدَرِهِ بِالأَنْفُسِ )) بالأنفس يَعْنِي بِالْعَيْنِ

((إن العين لتورد المرء القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين أو النفس ))

أسئلة يجب معرفة إجاباتها:

·       هل يعرف الغرب العين و الحسد؟

نعم تعرف العين بـ (The evil eye) و يعرف الحسد بـ (jealous ) كما أنهم يعرفون الغبطة بكلمة (Envy )

و عندهم اعتقاد بأنه يجب على ( العيّان ) أن يمسك الخشب أو يطرقه بيده إذا رأى ما يعجبه خشية إصابته بالضرر فيقولون (Knocking on wood, or to touch wood) وعندهم اعتقاد إنَّ لبس عقد على النحو التالي يقيهم العين

و في هذا الكثير , فلو كتبت في ( Google ) العبارة التالية : who to avoid The evil eye? أي كيف تتجنب العين لظهرت لك خزعبلات لا حصر لها , و الحمد لله رب العالمين أنْ بيّن لنا الأمر و بخلاف الغربيين المغمسين في الضلال.

و للأسف تأثر إخواننا المصريون بهذا حيث نسمع أحدهم يقول (( إمسك الخشب )) و هذا من تأثير الاستعمار الذي هيمن على البلاد في القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين.

·       كيف تعمل العين ؟ و كيف يعمل الحسد ؟

حتى اليوم ... علم البشر عاجز عن تحليل كيفية عمل العين بالضبط و كذلك الحسد ... نحن نرى ظواهر و نتائج فقط . وقد اجتهد الكثيرون في محاولة تحليل ذلك , فقد قال بعض الناس أنَّ هناك جني في عين الإنسان أو مجموعة من الجن و قال آخرون إنّها قوة النفس , ... و هناك أقاويل كثير إلاّ أننا لا نملك دليلاً على الكيفية.

·       هل تختلف قوة العين من شخص لآخر و كذلك الحسد ؟

نعم ... بكل تأكيد فبعض الناس يملكون أعين قويّة , فلو نظر أحدهم إلى الطير في السماء لأسقطه و بعض الناس لا يملكون هذه العين , حتى أنني صدفتُ أناساً كانوا يتمنون لو كانوا يمتلكون أعين قوية . و كذلك الحسد فكلما ضعف إيمان الإنسان و قل تقواه و تعلق بالدنيا كلما قوِيَتْ احتمالات الحسد لديه. و العكس صحيح.

·       هل يتساوى الناس في مناعتهم ضد العين و الحسد؟

لا ... لا يتساوى الناس في قوة مناعتهم ضد العين و الحسد فتجد إنسانا سريع التأثر و آخر بطيء التأثر و تجد إنسانا شديد التأثُّر و آخر لا يتأثر , و هذه أيضاً من الأمور المحيّرة التي لا نجد لها تفسير قاطع.

إخواني الكرام ... من وجد في موضوعي أي أخطاء فلا يتردد بالاتصال بي للتصحيح فكلنا يستفيد من بعض, و ما أنا إلاّ مجتهد.

هذا و تقبَّلوا منّي أطيبَ تحية

محمد سيف العتيبة      بو بطي     00971554000060      الثلاثاء      23-12-2014م

لتنزيل المقال بصيغة PDF اضغط هنا