متى تبدأ أشراط الساعة الكبرى
لا يعلم الغيب إلاّ
الله سبحانه و تعالى ... تلك هي إحدى ركائز العقيدة الصحيحة ... فقد قال الله
تبارك و تعالى:
(( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) النمل 65.
و ما أبلغنا
به سيّد البشر صلى الله عليه و سلم عن أشراط الساعة عبارة عن معلومات أوحاها الله
جل جلاله لنبية و أطلعه عليها. وقد أوردَ لنا السلف الصالح الكثير من الأحاديث
التي تتكلم عن الأمور المستقبلية,,, و من بين تلك الأحاديث أحاديث تسمى بأحاديث
الفِتَن. و هي كثيرٌ أيضاً , و من بينها استوقفني حديثٌ أورده مسلم في صحيحه إذْ
أنني عندما تفكَّرت فيه وجدتُ إشارةً غفل عنها الناس في تقدير موعد قيام الساعة .
و عندما أقول تقدير فإنَّ كلمة تقدير تعني التالي:
1) التقدير عرضة لأن يكون
صحيحاً و عرضة لأن يكون خطأً , فالتقدير لا جزم فيه.
2) التقدير هو رقم يُرى
على أنه أقرب من غيره لما هو مُتوقَّع اعتماداً على المنطق.
قال الله
تبارك و تعالى مشيراً إلى الساعة :
(( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا
لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى )) طه 15
أي أنَّ الله
أخفى علمها إخفاءاً تاماً و لا يعلم أحدٌ غيره سبحانه و تعالى متى تكون.
و نحن نعلم من
خلال الأحاديث أنَّ علامات الساعة الكُبرى معدودة ... أوَّلُها خروج الدجال. لذلك
فإنني أرى وجود أهميَّة خاصة لخروج الدجال فهو الحدث الأهم فإذا خرج الدجال أصبحت
العلامات الكبرى الباقية متتالية تفصلها فروقات زمنية بسيطة ,,, و عليه ما يهمنا
هو تقدير خروج الدجال و ليس تقدير العلامات الباقية
من صحيح مسلم:
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ
بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ
سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ ». ( الطيالسة جمع طيلسان و هو وشاح يوضع على الكتف )
و أصفهان هي
نفسها أصبهان كقولنا مكّة و بكَّة .
و حسب
الإحصائيّات الحديثة فإنَّ عدد اليهود في إيران هو 25,000 نسمة و لا نعلم مدى
صحَّة هذا الرقم و لا نعلم توزيع هذا الرقم على المدن الإيرانية أو تمركزه في أي
مدينة إذْ أنَّ الحكومة الإيرانية تتكتّم على إظهار التوزيع العرقي و التوزيع
الطائفي فيها خوفاً من لعب أعدائها على هذين الوترين بغيا الإطاحة.
و في ظل
المعلومات المتاحة و بالربط بين الحديث الشريف و بين رقم 25,000 أستطيع القول أنَّ
هذا الرقم لم يقترب بعد من العدد المشار إليه في الحديث الشريف و هو 70,000 نسمة
مما يعني أنَّه مازال هناك وقتاً طويلاً لتزايد الـ 25,000 ليصل إلى 70,000 . و في
تقديري المتواضع فإنَّ التزايد بالتكاثر الطبيعي يحتاج إلى ما لا يقل عن 90 سنة
مقبله (ثلاثة أجيال تقريباً). كما أنَّ خروج الدجال يجب أنْ يسبقه تحرير بيت
المقدس وهذا لم يحدث بعد رغم اعتقادي بقرب موعد تحرير فلسطين بأقل من 10 سنوات
مقبلة.
و عندما
قدَّرت ذلك بـ 90 سنة فإنني أعني التكاثر الطبيعي , ولكن بإدخال فرضيّة سبق تحرير
فلسطين على خروج الدجال فإنَّ ذلك يعني باقتضاء عودة يهود إسرائيل إلى مواطنهم
التي جاءوا منها ذلك لمن سيبقى حياً منهم بعد معارك طاحنة متوقَّعة للتحرير , و
عليه فإنَّ الـ 25,000 الذين في أصفهان قد يكونون 70,000 في غضون سنة واحدة أو
ربما أشهُر بعد انتهاء دولة إسرائيل
المزعومة.
وعليه ... يجب
على أهل السنة و الجماعة البحث عن العدد الحقيقي لليهود في إيران و أماكن تمركزهم
و أنْ لا يغفلوا عن الاستعداد لآخرتهم التي إلها معادهم.
هذا و الله
تبارك و تعالى أعلم ,,,
محمد بن سيف
العتيبة بو بطي 00971554000060 الأحد 31-5-2015
المقال بصيغة PDF
|