تصنيف الدول في العالم
- دول الشمال الغني و دول الجنوب الفقير .
- الدول النامية و الدول المتقدمة .
- الدول الصناعية و الدول المستهلكة .
- الدول المنتجة والدول المستهلكة .
- الشرق الأقصى و الشرق الأوسط و الشرق الأدنى و الغرب الأقصى.
- الدول المتحضرة و الدول المتخلفة .
- دول الكومنولث و الدول الفرانكفونية .
- الدول الرأسمالية و الدول الاشتراكية و الدول المحايدة .
لماذا هذا التصنيف ؟
و ما دورنا فيه ؟
و ما تصنيفنا فيه ؟
و هل تصنيفنا عادل ؟
و هل سيبقى التصنيف على ما هو عليه ؟
و هل سيبقى تصنيفنا فيه ثابتاً ؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة و بالإمكان الإجابة باختصار :
فقد اختلفت دوافع التصنيفات فبعضها عنصري و بعضها حقيقي و بعضها تحزّبي و بعضها فكري و يبدو واضحاً أنَّ التصنيفات أعلاه غير دقيقة و هي مبنية على السواد الأعظم فلو أخذنا التصنيف التالي :
دول الشمال الغني و دول الجنوب الفقير
نرى أنَّ هذا التصنيف صحيح في الغالب و لكن هناك دول في شمال الكرة الأرضية و تتصف بالفقر كمنغوليا أو نيبال أو أوكرانيا و هناك دول تقع جنوب المذكورة و تتصف بالغنى كدول الخليج أو أستراليا أو جنوب أفريقيا مثلاً . كما أنَّ التصنيف يخدشه تقدم الولايات المتحدة الأمريكية التي تقع جنوب كندا .
و في الحقيقة أنَّ هذه التصنيفات ظهرت في بدايات القرن العشرين و منتصفه و من الدول المستعمرة ذات النفوذ مثل بريطانيا و فرنسا ... في ذلك الوقت الذي كانت الدول العربية دول مغلوبٌ على أمرها و تقع تحت طائلة الإستعمار المسبوق بالهيمنة العثمانية الذي لم يهتم كثيراً بتنمية الدول العربية . فلم يكن للعرب أي دور في التصنيفات أعلاه . و تجدر الإشارة هنا إلى السؤال القائل : أين هذه التصنيفات في القرون الوسطى عندما كان العرب في الطليعة و كانت أوروبا تغب في غياهيب الظلام ؟ و امتداداً لما تقدَّم من التصنيف غير العادل فقد كان تصنيف الدول العربية دائما الأقل و لربَّما كان ذلك عادلاً في بدايات و أواسط القرن الماضي و لكن بكل تأكيد فإنَّ تصنيفنا غير عادل هذه الأيّام .
ثمَّ إنَّ (( تصنيف الدول المتحضرة و غير المتحضرة )) لم يظهر .. لماذا ؟ لسببٍ واحد و بسيط و هو أنَّ ترتيب الدول العربية سينتقل من أسفل القائمة إلى وسطها على أقل تقدير الأمر الذي يتنافى مع التوجهات الداعية إلى كسر النفوس العربية و تعمّد إشعارها دائما بالدونية الأمر الذي يترتَّب عليه الإنقياد اللا شعوري للدول الغربية مما يقود في نهايته إلى اندثار الحضارة العربية و الشعور بالإستسلام و التسليم و الحمد لله الذي حفظنا و العروبة بالإسلام و القرآن و السنة العربية .
و بكل تأكيد فأنَّ التصنيفات بدأت بالتغيّر انطلاقاً من الواقع الذي يفرض نفسه بقوّة فالتصنيف الأخير :
الدول الرأسمالية و الدول الاشتراكية و الدول المحايدة .
فقد أثبت الواقع مغالاة الألماني ماركس في نظرياته التي سطرها في 1848 م بل أنَّ النتائج أثبتت أنَّ هناك فرقاً كبيراً بين النظرية و التطبيق . فبتهدم أركان الفكر الشيوعي الإشتراكي المتمثل في تخلي دول الإتحاد السوفيتي قديما و دول الشرق الأوروبي عن الإشتراكية و انتهاجهم الفكر الرأسمالي الذي تتولى قيادته الولايات المتحدة الأمريكية قد أخذ هذا التصنيف بالاضمحلال التدريجي في ذات الحين الذي بدأ التصنيف القابع في الظلام (( الدول النووية و الدول غير النووية )) بالبروز بشكل أقوى بعدما كسر القفل المحكم على التكنولوجيا النووية بدخول دول جديدة غير الست المعروفة مثل الكيان الصهيوني و كوريا و الهند و باكستان و إيران و الله أعلم ... من في المستقبل .
و لتفاوت درجات و سرعة النمو بين المجتمعات و الشعوب بمختلف جوانبه الحضارية و الأخلاقية و التصنيعيَّة و الزراعية و التكنولوجية و غيرها فقد تغير ترتيب الدول في الأربع أو الخمس عقود الأخيرة و قد أسهمت الأموال العربية و الحضارة المتأصِّلة و توسّط الدول العربية خريطة العالم و الفكر و العزة الإسلامية في تجاوز الكثير من العقبات و نفض غبار التخلُّف عن ثياب الأمَّة رغم المحاولات التي لا تتوقَّف لوقف الأمة عن تقدمها و إبقائها دائماً تحت وطأة التخلف و التبعية بما تعنيه التبعية من تبعية فكرية و حضارية و اقتصادية و عسكرية .
الحمد لله .. لي رؤية و للآخرين رؤاهم ... و أرى اليوم أنَّ الفجوة بيننا و بين الكيان الصهيوني أخذت في التقلّص يوماً بعد يوم نظراً لسنة 1948 م فلم نعد الأغبياء و هم الأذكياء و لم نعد الجهلة و هم المتعلمون و لم تعد جيوشنا ضعيفة و جيشهم القوي و لم نعد الفقراء و هم الأغنياء و لم يعد إعلامنا هو الضعيف و إعلامهم هو القوي و لم تعد أساليبهم التدليسيَّة تقنع العالم بقضيتهم بل أصبحت الحقيقة تظهر بقوَّة و أصبح لنا أسلوبنا و حجتنا التي تصل لمسامع العالم و بلغاتهم أيضاً و لربما أدى هذا الشعور بتقلص الفجوة لدى مفكرينا إلى التحتيم بقرب زوال دولة الغطرسة . هذا الشعور شعر به أيضاً المهرولون للسلام من بني إسرائيل و المعاضدون لهم مقاومين بذلك الصراع القائم بن العقل و العاطفة . |