على سبيل المَثَل

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

إخواني الكرام  ...... طِـــبْـــتُـــم و طاب يومكم .

 

لا شك أننا نعيش فترة الصيف التي تقل فيها حدَّة العمل و من المناسب أنْ نتبادل المعلومات التي تنعكس على عملنا إيجاباً . فقد لاحظت أنَّ السواد الأعظم من الناس يكررون الأخطاء الشائعة دون أنْ يدرون . فعلى سبيل المَـثَـلِ .... ما هو الصحيح ... قولك .....

 

على سبيل المِــثــال        أم      على سبيل الــمَــثَــلْ   

 

الصحيح هو الــمَــثَــلْ و ليس المِــثــالْ على الرغم من أنَّ الناس و وسائل الإعلام المرئيّة و المسموعة و المقروءة تردد ( المِـثال ) ..... و الغريب المستنكر أنَّ علماء اللغة العربيَّة في غفلةٍ عن تنبيه الناس لمثل هذه الأخطاء الشائعة .... ربما بسبب الجهالة أو ربما بسبب عدم الإحساس بالمسئوليَّة نحو اللغة أولاً و المجتمع ثانياً .

كما أنَّه لا ريبَ أنَّ المصدر الأوَّل لتأصيل علوم اللغة من نحو و صرف و بلاغة هو القرآن الكريم و تأتي قصائد الأوَّلين ابتداءً بالعصر الجاهلي مروراً بعصر النبوَّة و الأموي و العباسي في المرتبة الثانية من ناحية تأصيل علوم اللغة .

             و الخطأ الشائع المذكور أعلاه يعتبر خطأ صرفي فالعرب لا تقول مثال و لكنها تقول مَـثَـلْ بفتح الميم و فتح الثاء و الدليل على ما تقدَّم ذكره أنَّكَ لو استعرضت القرآن الكريم من أوَّله إلى آخره .... الذي هو على قمَّة هرم البلاغة فسوف لن لن لن تجد كلمة مثال و إنَّما ستجد المفرد من الكلمة ( مَـثَـلْ ) و الجمع منها ( أمثال ) :

 

( و ضربَ لنا مثلاً و نسيَ خلقه قال من يحي العظام و هي رميم ) يس 78 ................... مَـثَـلٌ على المفرد .

( مَـثَـلُـهُم كمَـثَـلِ الذي استوقدَ ناراً فلما أضاءت ما حوله ... ) البقرة 17 ................ مَـثَـلٌ على المفرد .

 

( و تلك الأمثالُ نضربها للناس لعلَّهم يتفكَّرون ) الحشر 21 ........................................مثَل على الجمع  .

(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال )الرعد 17. مثل على الجمع .

 

يبقى أنْ أُلقي لكم الضوء على جذور المشكلة في انحراف الكلمة ..... كما تعلمون أنَّ العرب الأوائل كانوا لا ينقطون الحروف كما أنَّ تشكيل الحروف جاء في فترةٍ لاحقة فاستُـعيض عن الفتحة بعصى الألِـف و اسـتُعيض عن الكسرةِ بالياء و اسـتُعيضَ عن الضمَّةِ بالواو . فكانت كلمة مَـثَـل غير مُشَـكَّلةَ الحروف و بالتالي فلم تكُن هناك على الثاء فتحة فاستعاضَ العربُ القدماء عن فتحة الثاء بعصى الألِـف بعدها دلالةً على وجوب فتح الثاء . فكانت تُكتَب ( مثال ) و لكنها تلفظ ( مَـثَـلْ ) ثمَّ بعد ذلك أتى من أتى من بعد ذلك السلف من أدخل التشكيل على الحروف فبَـقِـيَتْ كلمة مثل تُكتبْ كما تعوَّدوا على كتابتها و لكنهم يلفظونها لفظاً صحيحا ... إلى أنْ أتت أجيالنا الحديثة فأصبحتْ تلفظ الكلمة كما هي مكتوبة ... و أخذها عامة الناس من مثقفيها الذين لم ينتبهوا لهذا الأمر .

عموما ... أرجوا ألاّ أكون قد أثقلت عليكم و أرجوا أنْ ينعكس ما كتبتُه لكم على كتابة التقارير ,, و الله الموفِّق .

 

                        بو بطي   الأحد   14-8-2005 م

تعليقات زوار الموقع على المقالة
   

 زوار اليوم:

276

 العدد الكلي:

987046

الرئيسية ::الشعر ::المقالات ::المؤلفات ::أفكار ::سجل الزوار ::صور ::مواقع ::استطلاع ::إحصاءات ::فيديو ::راسلني

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشاعر محمد بن سيف العتيبة 2024 الموقع الفرعي