مِـئَـة أم مائة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إخواني و زملائي الكِرام ...... طِـبْـتُـم و طاب يومكم .

 

الموضوع : ما هو الصحيح ... مِـئَـة  أم  مائة  ؟

 

يُـخْـطِئُ المذيعون في الإذاعة و التلفزيون و الكُتّابُ في الجرائد و المجلاّت فيقتبس عامة الناس من أولائك أخطائهم و تتكرر حتى يعتقد العامة أنَّ الخطأ صحيح و الصحيح خاطئ للأسف الشديد و لمّا كانت الأرقام المكتوبة أحد مواد تقاريرنا التي تُعرض على الجهات وَجَبَ علينا أنْ نكتبَ الصحيح كي لا يضحك على أخطاءنا الآخرون . الصحيح هو مِـئَـة لفظاً و كتابةً , و فيما يلي تفصيلاً بذلك :

 

نشأة الخطأ تاريخياً :

كما تعلمون فقد كانت الحروف العربيَّة تُـكْـتَب غير منقوطة و لا مُـشكَّلة فكان يستعاض عن ذلك بحروف العلَّة ( ا , و , ي ) حتى عصر الحجاج بن يوسف الثقفي حيثُ أمر الحجّاجُ نَصْرَ ابنَ عاصم و يحيى بن يَعْمَرَ العَـدواني بنقط الحروف العربيَّة قبل توزيع القرآن الكريم على الأمصار , و عندما ظهرت مدرستا الكوفيين و البصريين إلى الوجود .... أصَرَّ البصريّون على إبقاء ألف ( مائة ) , بينما رأى الكوفيّون حذفها و حُجَّتُهم في حذف الألف سهولة التفريق بين ( مِـئَـة ) و ( مِـنْـهُ ) بعدَ أنْ وَضَعَ أبو الأسود الدُّؤَلي الضوابط ( الحركات و الشَّـكْـل ) للحروف العربيَّة و بعد أنْ أنقطها نَصْرٌ و يحيى .

 

الأدلَّة على صحَّة مئة من القرآن الكريم :

﴿ و لبثوا في كهفهم ثلاثَ مِـئَـةٍ سنين و ازدادوا تِسعا ﴾ الآية 25 من الكهف .

﴿ إنْ يَكُنْ منكم مئةٌ صابرةٌ يغلبوا مِـئَـتين ... ﴾ الآية 66 من الأنفال .

 

الأسباب المنطقيَّة على صِحَّة مِـئَـة و ليس مائة :

  1. ليسَ في اللغة العربيَّة كلّها ألفٌ قبلها حرفُ صحيحٌ مكسور , لاستحالة النطق بالألف بعدَ الكسرة .
  2. عندما تَجمع الكلمة نفسها ماذا تقول و تكتب ُ ... ( مِـئات ) أم ( مائات ) ؟ .. طبعاً ( مِئات ) .

 

لذا أرجو أنْ تُـكتبَ الكلمة إذا ما وردت بأي تقرير على النحو المبيَّن ( مِـئَـة ) فلم تعد هناك حاجة لكتابة الكلمة( مائة ) بعد الشكل و التنقيط .

هذا و تقبَّلوا منى كل التقدير و الإحترام .

                                                    أخوكم / محمد العتيبة

                                                   الأحد 9-10-2005 م

 ـــــــــــــــــ

و قد اعترض أحد الإخوة المتمكنين على ما ورد أعلاه فأجبته برسالةٍ كانت على النحو التالي :

ــــــــــــــــــ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

السيد / .............. بدون تشهير ....... المحترم

طاب يومك

 

أمّـا عن اعتراضك على كتابة ( مئة ) و إصرارك على كتابتها بالألف ( مائة ) و أنَّها وردت بالقرآن الكريم هكذا و علينا التمسُّك بنفس الكتابة ,,,  فإنّني أحترم رأيك و أختلف معه للأسباب التالية :

 

أولاً :

 

نزل القرآن الكريم ملفوظاً و لم ينزل مكتوباً و كما تعلم فإنَّ الرسول صلّى الله عليه و سلَّم كان أمياً أي لا يعرف القراءة و لا الكتابة و الذين كتبوا القرآن عن الرسول – ص – هم بعض الصحابة .... بمعنىً أنَّ الرسول لمْ يصادق على طريق كتابة القــرآن الكريم . ( وكل ما كان من صنع البشر فيُؤخذ منه و يُرد عليه إلاّ قول الله و رسوله ) و ليس الصحابة الأجلاء في عصمةٍ من الخطأ .

 

فالذي كتب القرآن الكريم هو الصحابي الجليل ( زيد بن ثابت ) على صُحف و أودِعت عند أبي بكر الصديق ثم عمر ثم حفصة بنت عمر و في عهد عثمان بن عفان أَمَرَ كلاً من : زيد بن ثابت و عبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بنسخ القرآن الكريم

 

ثانياً :

 

عندما كُـتِبَ القرآن الكريم لم تَكُن الحروف العربيَّة منقوطة و لا مُشكَّلة فقد حدثَ ذلك في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي فهل نُخطِّئ طريقة كتابة القرآن الحالي الذي بين أيدينا هذه الأيّام ؟ لأنَّه يُخالف طريقة كتابة الصحابة له عند التنزيل !!

 

ثالثاً :

 

ليسَ من شأننا كتابة كل كلمة في حياتنا اليوميَّة كما وردت بالمصحف الشريف و إلاّ لكتبنا كلمة ( صلاه ) ( صلوات ) و لكتبنا كلمة ( رحمة ) على نحوين ( رحمة ربك ) و ( رحمت ربِّك ) فقد وردت بالقرآن الكريم على النحوين .

 

رابعاً :

 

أجاز المجمَّع اللغوي القاهري كتابة كلمة ( مئة ) و مركَّباتها بدون الألف كما أجاز فصل كلمة مئة عن ما قبلها مثل : ( ثلاثُ مئة )

 

هذا و لا أقول في النهاية إلاّ ربي زدني علما و ما كان من التوفيق فهو من عند الله و ما كان من خطأ فمنّي و من الشيطان .

 

                      محمد العتيبة     الأحد     16-10-2005

 

تعليقات زوار الموقع على المقالة
   

 زوار اليوم:

290

 العدد الكلي:

987060

الرئيسية ::الشعر ::المقالات ::المؤلفات ::أفكار ::سجل الزوار ::صور ::مواقع ::استطلاع ::إحصاءات ::فيديو ::راسلني

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشاعر محمد بن سيف العتيبة 2024 الموقع الفرعي