الفرق بين القائد و المدير
الفرق بين القائد و المدير كبير مع جواز التداخل أي يمكن للمدير أنْ يتحلّى بصفة أو مجموعة من صفات القائد و يمكن لقائد مزاولة القيادة بحس المدير و لكن إجمالاً يمكننا أنْ نوجز الفرق في النقاط التالية :
|
القائد |
المدير |
التفويض |
يجنح للفويض أكثر |
يجنح للمركزية أكثر |
العلاقات مع المرؤوسين |
يتعامل مع المرؤوسين كأبنائه و يحب لهم الخير و يكره لهم الشر |
يتعامل مع المرؤوسين كآمر و مأمور |
المهام التي يسديها |
يجنح لرسم الخطوط العريضة و يترك الحيثيات لرجالٍ يعتمد عليهم |
يجنح للدخول في الحيثيات و صغائر الأمور |
النظرة على الأمور |
تكون نظرته أعمق و يركز على مدى تحقق النتائج و يشعر دائماً بالمسئولية بينه و بين نفسه تجاه العمل و المرؤوسين . |
تكون نظرته أقل عمقاً و يركز على العمل أكثر من تحقيق النتائج و عند تحقق الفشل يقول : نحن عملنا الذي علينا . و شعوره بالمسئولية أقل . |
القول و الفعل |
يفعل أكثر مما يقول و إنْ حدث خطأ ما فلا يشعر بالحرج أنْ يقول : أنا المسئول و إنْ تحقق النجاح فيحب أنْ ينسبه لأهله , و القائد أكثر قرباً من تحقيق العدالة . |
يقول أكثر مما يفعل . و إن حدث خطأٌ ما فيحاول التبرير بالظروف الخارجة عن الإرادة أو بغيره و إنْ تحقق النجاح فيحب أنْ يُنسب إليه . |
في أصعب الأوقات |
في الحروب يحب أنْ يكون في المقدمة و عند غرق السفينة فآخر من يتركها . |
في الحروب يحب أن يكون في معزل عن الأنظار و عند الغرق أول الفارين. |
المحيط القريب |
يعرف كيف يختار أصدقاءه و معامنيه و مساعديه |
في الغالب لا يعرف و إذا كان يعرف فلا يملك استبدال المحيط بآخر |
توافر صفات القيادة |
تتوافر فيه صفات القيادة بدرجة أكبر مثل : الحكمة و التروي و الحلم و السخاء و الشجاعة و أقدر على رسم الإبتسامة رغم المرور بأصعب الأمور |
ربما تتوافر فيه نفس الصفات و لكن بكل تأكيد بدرجة أقل من القائد |
حب المحيط |
عادةً ما يحظى بحب المحيط الداخلي و الخرجي |
عادةً ما يكون نصيبه أقل من حب المحيط |
أنماط المدراء :
عادةً ما ترتكز الطاولة على ثلاثة أقدام كحدٍ أدنى لتبقى واقفة و للإدارة أيضاً ثلاثة قوائم و هي :
1) العلاقات بين المدير و المحيطين الخارجي و الداخلي .
a - و المقصود بالمحيط الداخلي هم الموظفون .
b - و المقصود بالمحيط الخارجي هم :
العملاء و الدائنون و المدينون و المنافسون
و الجهات الحكومية المرخصة و غيرهم .
2) العمل .
3) النتائج .
و فيما يلي جدولاً يحتوى على تـفاعل المدير مع ركائز الإدارة و التي على ضوئها يمكننا تصنيف المدراء :

كان الجدول أعلاه نموذجاً لتقريب الفكرة و ليس حاصراً لجميع الأنماط , عليك عزيزي القارئ إكمال الجدول بما يمليه عليك خيالك و تمليه عليك خبرتك و تجاربك .
غير أنَّ هذا الكلام أقرب إلى النظرية من الواقع الفعلي إذا ما أخذنا النقاط التالية في الإعتبار :
1) الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية التي يعمل في جوها القائد أو المدير .
2) عدم ثبات انتهاج أي مدير لنمط ٍ من الأنماط لفترةٍ طويلة فلربما تجد مديراً من المدراء قد أخذ نمط المدير الروتيني بعدما كان مديراً عملياً و يتحول بعد ذلك لمديرٍ فاشل و هكذا .
3) نسبية ركائز الإدارة فلا يمكن إطلاق ركيزة من الركائز بنسبة 100% كما لا يمكن محوها بحيث تكون 0% و للتقريب فإنَّ علامة تحت عمود ( العلاقات ) لا تعني أنَّ هذا المدير في خصومة مع مرءوسيه أو في خصومة مع عملاء المنشأة بل تعني أنَّه لا يهتم كثيراً بتطوير علاقاته مع محيطه .
كان ما تقدم تصنيفاً لأنماط المدراء غير أنَّ هذا التصنيف ليس التصنيف الوحيد فهناك عدة تصانيف , فعلى سبيل المثل لا الحصر هناك تصنيف المدير الدكتاتوري و المدير الديمقراطي . و الفرق بينهما كالفرق بين الليل و النهار فالمدير الدكتاتوري تتسم إدارته بعدة صفات ... كالتفرد بالقرار و المركزية و عدم ترحيبه بالمقترحات و كراهيته للتغيير و ضعف الشفافية و دس المخبرين و الجواسيس بين الموظفين و تقسيم المنشأة إلى أحزاب متنافسة و متناحرة و يستثمر الخلافات بين الأحزاب في استقاء الأخبار و ضرب المارق بحزبٍ مضاد ليبدو العصفور الوديع و ما إلى ذلك من أفعال يندى لها الجبين و تحمر لها الوجوه . بيد أنَّ المدير الديمقراطي على العكس من ذلك كله فعادةً ما يحب المشاركة بالقرار و التفويض و يفرح و يقدِّر المقترحات حتى ولو كانت غير قابلة للتطبيق و يتطلع دائماً للتطوير و التجديد و التغيير للأفضل و تتسم إدارته بالشفافية و لا يقبل دخول المتسلقين لمكتبه للقدح في زملائهم و دائماً يعمل على ردم الخلافات الحاصلة أو تلك التي تكاد .
و كما قال أحد المفكرين أنَّ أطول مدَّة يجب أن لا يتجاوزها أي مدير هي 8 سنوات بناءً على مجموعة من التجارب برهانها القاطع .... المنطق و العقل ... كيف ؟
إنَّ 8 سنوات كفيله بإتاحة الفرحة الكافية للمدير لإعطاء كل ما عنده خلالها للنهوض بالمنشأة و التطوير ..
فإذا أعطى كل ما لديه فيجب أنْ لا يبقى في مكانه لأنَّ علينا الإستفادة منه في مكانٍ آخر .
و إذا لم يعطِ خلال تلك الفترة فأيضاً يجب أنْ لا يبقى في مكانه لأنَّ هناك من هو أفضل منه و أقدر على العطاء و التطوير .
و لكن ما نجده في واقعنا أنَّ المدير يعفن في منصبه ... 20 .... 30 .... سنة .... تلك أرقام عادية في الوطن العربي , و على ما قال المثل الفلسطيني (( ما في هَـ البلد إلاّ هَـ الولد ))
أضف إلى ذلك من أنَّ طول بقاء المدير في منصبه يجعله يشعر أنَّ الوزارة أو الدائرة أو غيرها مملكته و لا يقبل انتزاعها منه و لا يقبل أنَّ يشاركه أحد في القرار و مما قد يسهم في انحرافه شعوره بالتخمة بعد إتاحة القانون له حق (( الآمر بالصرف )) كأحد صلاحيات المنصب و مما يزيد المشكلة إذا كان على غير تقوى .
عموماً كانت تلك رؤيتي و رؤيتي في اعتقادي الأقرب إلى الصواب و لربما رؤى غيري أصوب , فعسى أنْ أكون ممن أسهم في نشر الوعي الصحيح و إزالة الضبابية عن من تلتبس عليهم الأمور .
أخوكم / بو بطي الثلاثاء 27/4/2010 م
|