الأرباح الخادعة
الأرباح الخادعة هي الأرباح التي تظهرها الشركات و لا يكون مصدرها النشاط الأساسي للشركة فهي بالتالي تخدع المستثمر العادي لاسيما إذا لم تفصح الشركة عن مصادر الأرباح :
و مصادر الأرباح هي 6 مصادر كالتالي :
1) الربح المتولد من النشاط .
2) الربح المتولد من الأنشطة الفرعية .
3) الربح المتولد من إعادة تقييم الأصول .
4) الربح المتولد من بيع أصول .
5) الربح المتولد من تغيير السياسة المحاسبية .
6) الربح المتولد من الاستـثمار .
و في ما يلي سأشرح لكم كل مصدر من المصادر التي من الممكن أنْ تزيد في ربحية الشركة , و لعل أفضل طريقة هي التمثيل بشركة (( الضمير الحي لمقاولات البناء )) , و لنفترض أنَّ الميزانية العمومية للشركة على لنحو التالي :
البيان |
المبلغ بالدرهم |
الأصول |
|
أ) أصول ثابـتـة |
5,000,000 |
ب) أصول متداولة |
3,000,000 |
مجموع الأصول |
8,000,000 |
الخصوم |
|
أ) حقوق الملكية |
7,000,000 |
ب) الخصوم المتداولة |
1,000,000 |
مجموع الخصوم |
8,000,000 |
1) الربح المتولد من النشاط :
هو الربح المتولد من قبول العطاءات و عمليات البناء ( بناء بيوت أو عمارات أو مرافق .. الخ ) و هذا هو الربح الذي يدلل على ربح الشركة الحقيقي أو بعبارةٍ أخرى يعطي مؤشراً حقيقياً على نجاح الشركة من عدمه . و لنفترض أنَّ الشركة حققت أرباح من ذلك بلغت بنهاية السنة 600,000 درهم .
2) الربح المتولد من الأنشطة الفرعية :
و في المثل السابق .. قامت شركة الضمير الحي لمقاولات البناء بعمل مقصف أو مطعم لبيع الوجبات الخفيفة على العمال و حقق أرباحاً في نهاية العام بلغت 300,000 درهم .
3) الربح المتولد من إعادة تقييم بعض الأصول .
شركة الضمير الحي لمقاولات البناء تظهر أصولها الثابتة وفقاً للميزانية أعلاه بمبلغ 5,000,000 درهم منها مبلغ 2,000,000 درهم قيمة أرض مملوكة للشركة و مبني عليها ( سكن عمال + مخازن + كراج ) . قامت الشركة بإعادة تقييم الأرض مع ارتفاع أسعار العقارات خلال السنة فتبين أنَّ السعر السوقي العادل لقطعة الأرض هذه هو 2,500,000 درهم و بالتالي ظهرت أرباح ربما لم تكن بالحسبان قدرها 500,000 درهم .
4) الربح المتولد من بيع أصول .
تعرضت شركة الضمير الحي لضعف في السيولة و اضطرت لبيع رافعة بمبلغ 550,000 درهم فيما كانت قيمتها الدفترية 450,000 درهم و بالتالي فقد حققت الشركة ربحاً و قدره 100,000 درهم .
5) الربح المتولد من تغيير السياسة المحاسبية .
كانت سياسة الاستهلاك المتبعة في شركة الضمير الحي تنص على استهلاك الآلات و المعدات على 5 سنوات مما يعني استنزال ما مقداره 20% من القيمة التاريخية للآلات سنوياً ثم تم تغيير السياسة و أصبحت الآلات و المعدات تستهلك على 15 سنة مما يعني استنزال ما مقداره 6.7% من القيمة التاريخية لها و قد نجم عن ذلك تقليل المصروفات الذي أدى بدوره إلى رفع الإرباح بنفس المقدار , بمعنى أنَّ الربح يتأتى من ما يلي :
( حساب الفرق بين الإهلاك القديم و الإهلاك الجديد )
البيان |
المبلغ بالدرهم |
قيمة الآلات و المعدات التاريخية |
1,500,000 |
أولاً : حسب السياسة القديمة ( 20% ) |
|
1,500,000 × 20 % |
300,000 |
ثانياً : حسب السياسة الجديدة ( 6.7% ) |
|
1,500,000 × 6.7 % |
100,500 |
الفرق الذي سيزيد في الأرباح |
199,500 |
و بالتالي فإنَّ هناك ربحاً تحقق بلغ 199,500 درهم نتيجة تغيير سياسة الإستهلاك .
6) الربح المتولد من الإستثمار .
وهنا ينقسم الإستثمار إلى أوجه عديدة , نأخذ أهم وجهين :
قامت (( شركة الضمير )) الحي بشراء أسهم في شركة (( إتصالات )) و قامت الأخيرة بتوزيع أسهم منحة و مبالغ نقدية بلغت قيمتها 70,000 درهم . فهذه أيضاً تعتبر أرباحاً تصب في أرباح شركة الضمير الحي لمقاولات البناء و كانت قد أسست شركة لاستيراد الحديد مهمتها استيراد الحديد من الخارج و بيعه على شركة الضمير الحي و على الشركات الأخرى في السوق المحلي و قد حققت أرباحاً و قدرها 40,000 درهم , هذه الأرباح تصب أيضاً في أرباح شركة الضمير الحي .
الآن دعونا نعرض جدولاً و رسماً بيانياً لتلك الأرباح .
مصدر الربح |
(1) |
(2) |
(3) |
(4) |
(5) |
(6) |
المجموع |
المبلغ |
600,000 |
300,000 |
500,000 |
100,000 |
199,500 |
110,000 |
1,809,500 |
النسبة المئوية |
33% |
17% |
28% |
6% |
11% |
6% |
100% |
و فيما يلي رسماً بيانياً لذلك .
و من خلال الجدول و الرسم البياني السابقين و على افتراض أنَّ متوسط العائد على الإستثمار في قطاع الإنشاءات على مستوى الدولة يبلغ 15 % سنوياً , يتضح لنا أنَّ شركة (( الضمير الحي لمقاولات البناء )) ستبدو على نحوين :
أولاً : ستبدو الشركة ناجحة جداً للمستثمر العادي . إذا ما قارنّا نسبة العائد الذي حققته الشركة بالمتوسط العام البالغ 15 % . و ذلك على النحو التالي :
معدل العائد على الاستثمار:
1,809,500 ÷ 7,000,000 × 100 = 25.8%
مما تعد هذه النسبة ممتازة إذا ما قيست بالمتوسط العام للعائد في هذا القطاع و البالغ 15 %.
ثانياً : بينما ستبدو الشركة ضعيفة النجاح للمختصين . إذْ أنَّ معدل العائد على الاستثمار الحقيقي هو :
600,000 ÷ 7,000,000 × 100 = 8.6%
مما تعد هذه النسبة ضعيفة جداً إذا ما قيست بالمتوسط العام للعائد في هذا القطاع البالغة 15 %.
هناك معايير محاسبية دولية حاولت الحد و لا أقول القضاء على احتمالية التلاعب في القوائم المالية بهدف زيادة أو تقليل الأرباح . ففي الشركات المساهمة يهدف عادةً مجلس الإدارة إلى إظهار الأرباح بأكثر من واقعها الحقيقي بغية انعكاس ذلك على المكافآت و على مستوى المؤسسات الفردية ربما يهدف أصحاب المؤسسات إلى تقليل الأرباح بغية التهرب الضريبي , عموماً هذا موضوع لا يتسع المجال للكتابة فيه بنفس الإختصار .
لقد حاولت إيصال الفكرة بأسهل الطرق للقارئ العادي و عليه أأسف للمختصين على هذا التبسيط الشديد .
هذا الموضوع يصلح كبحث ماجستير إذا ما تم تناوله بالتفصيل و قد حاولت إختصاره في صفحة واحدة لا تستغرق من وقتك أكثر من 7 دقائق من القراءة .
وفقني الله و إيّاكم لما فيه الخير و الصلاح . أخوكم / بو بطي 00971506255599.
|